انجح وينجح الآخرون

انجح وينجح الآخرون

(( واقف مع صديقه بعد موعد الانصراف .. مقطب الحاجبين ، عبوس ، يشكي لصديقه ، ذلك الطالب المتفوق الذي أبى أن يعيره كراسه قائلاً بنبرة حزينة : اضطررت أن أغيب عن الحصة الدراسية لظرف طارئ ، فلجأت إليه أطلب منه أن يعيرني كراسه حتى أرمم مافاتني، فرفض وقال لي بسخرية: هذه مشكلتك !!! ))

(طالبة جامعية .. تضطر لأن تتغيب عن بعض المحاضرات التي تتعارض مع أوقات عملها خارج الجامعة، تعاني أنانية زملائها باحتفاظهم المحاضرات التي طلب دكتور المادة وضعها في مكتبة الجامعة ليستفاد منها الجميع، لأنفسهم ..!)

في بعض الأحيان يتصرف الأشخاص الناجحون بسلوكيات تؤذي المحيط من حولهم ، وتجعلهم يشعرون بامتعاض اتجاههم .. 
لأن هذه الفئة تتصرف بعقلية (انجح ويفشل الآخرون) ، فتجدهم منغلقين على أنفسهم .. يكرهون العمل الجماعي .. يُسأَلون فيتجاهلون الإجابة، يُستشارون بأمر ما فلا يصدر منهم أدنى رأي يفيد .. ! 
وفعلاً .. 
قلّ مايحظى الطالب المتفوق من هذا الصنف ،محبة أصدقائه في الفصل، وقل مايلحظ الشاب الجامعي منهم بود من زملائه .. ! .
وعلى الجانب الآخر نجد الأشخاص الناجحون الذين يتصرفون بعقلية ( أنجح وينجح الآخرون) ، أكثر انفتاحاً على المجتمع يساعدون وينشلون الآخرين من الفشل ويضعون أقدامهم على سلم النجاح .. 
يبادرون بالمساعدة .. ويعشقون روح الجماعة .. يقوّمون.. ينصحون ويُساندون بحب !.
وهذا يجعل فرص نجاحاتهم التالية أكبر وأوسع لأنهم تقاسموا نجاحاتهم وخبراتهم مع الآخرين ، وبالمقابل ربحوا: ( علم راسخ ، وخبرة لاتنسى ، وتأييد وحب من المجتمع) هذه الأمور التي تدفعهم لمزيد من التفوق والتميز..
إذاً: النجاح الحقيقي هو القدرة على كسب القلوب والأصدقاء .. أكثر منه من تحصيل الدرجات العالية في المواد الدراسية ..
فالنجاح أولاً هو نجاح علاقات وتعاملات ومن ثم وضع بصمة ايجابية في كل مجال وفي حياة كل إنسان نصادفه.
لذا .. لنفكر جميعاً بعقلية (أنجح وينجح الآخرون ) :
لكي أنجح يجب أن أساعد الآخرين .. مادياً ومعنوياً وعلمياً .. أحتويهم .. أقدر جهودهم واحترمها .. واعترف بإنجازاتهم وأدعمها ، فنحن لاننجح لوحدنا، نحن ننجح عندما نتساند كتف إلى كتف ، وعندما نضع يداً على يدٍ .. حينها يكبر الصرح ويتعمّر البنيان وتزداد الفاعلية بالمجتمع .

#مديرة_البوابة_التعليمية

ما هي ردة فعلك؟

like
2384
dislike
1
love
128
funny
0
angry
0
sad
1
wow
7