ماذا بعد شبكة الجيل الخامس What after 5G Networ
تتطورت شبكات الاتصال منذ منتصف القرن الماضي حتى الآن حيث ظهر الجيل الأول من شبكات الاتصال الذي يمكّننا فقط من إجراء اتصال هاتفي ثم ظهر الجيل الثاني 2G الذي سمح لنا بإجراء مكالمات هاتفية إضافةً إلى إرسال رسائل نصية SMS وفي وقت لاحق رسائل مرفقة بصورة مثلاً MMS بعدها وصلنا إلى الجيل الثالث من شبكات الاتصال 3G وهنا تمكنا من تصفح الإنترنت وما إلى ذلك لكن بسرعات محدودة جداً، أما الآن نحن نستخدم الجيل الرابع من شبكات الاتصال 4G الذي يشبه الجيل الثالث قليلاً لكن بجودة أكبر وسرعات جيدة نسبياً إلى أن توصلنا إلى الجيل الخامس 5G الذي سيفتح لنا آفاق أرحب وأوسع لم نكن نتخيلها من قبل لأنه سيكون للجيل الخامس سعة أفضل ب 100 مرة من الجيل الرابع مما سيحسن سرعات الإنترنت بشكل رائع فمثلاً إذا تخيلنا في أحسن الأحوال سيستغرق تنزيل فيلم مدته ساعتان على شبكة الجيل الثالث 3G ساعة تقريباً أما باستخدام 4G فسيستغرق 6 دقائق في حال الإنترنت لديك سريع جداً، بينما على شبكة الجيل الخامس فتخيَّل تحميله بأقل من دقيقة حيث سيستغرق الأمر ثلاث ثوانٍ ونصف الثانية تقريباً حيث تستجيب شبكة 4G لأوامرنا في أقل من 50ميلي ثانية (0.045 ثانية) ومع 5G سيستغرق الأمرحوالي ميلي واحد من الثانية (0.001 ثانية) بمعنى أنه أسرع 400 مرة من غمضة العين!
لكن ماذا عن خصائص الـ 6G؟
ستكون شبكات الجيل السادس قفزة أداء هائلة إلى أمام حتى بالمقارنة مع شبكات الجيل الخامس لأنها تتميز بالسرعة الزائدة والكمون المنخفض ،حيث ستنتقل نطاقات عملها من الـ GHz إلى الـ THz مما يوفر معدل نقل بيانات أقصى يصل إلى 1000 غيغابايت في الثانية مع زمن انتقال هوائي أقل من 100 ميكروثانية، وبذلك يكون هذا الجيل من الشبكات أسرع 50 مرة من الجيل السابق مع توفير تغطيةً أوسع ودعماً عشر أضعاف عدد الأجهزة لكل كيلومتر مربع، وإذا عدنا لمثال تنزيل الأفلام فيمكنك تنزيل ما يزيد عن 140 ساعة من الأفلام في أقل من دقيقة، كما سيتيح لنا هذا النوع من الشبكات جعل مدننا ذكية بالكامل ليس فقط هواتفنا بل سيعزز ويطور السيارات الكهربائية بحيث تتواصل مع بعضها لمنع الازدحام أوالحوادث، لكن تخيل أن يقوم الجراحون بإجراء عملية جراحية عن بعد بفضل الـ 6G! ولن يكون هناك مناطق نائية إلّا ما ندر منها لأنها ستكون موصولة تماماً بالإنترنت الذي سيوفر العديد من الخدمات والطبابة كالتي في المدن تماماً.
تصلنا الشبكة عبر الأبراج حيث تتوزع بشكل عشوائي لكن ما يميز سعة انتشار شبكة الجيل الخامس هو أنها بالإضافة إلى الأبراج هناك ما يسمى ب Small Cells التي توزع الشبكة على نطاق أوسع وبشكل منظم بمعنى أن الشبكة تتوزع حسب عدد المستخدمين ونوعية استخدامهم للشبكة فالصناعيين ومستخدمي الألعاب يحتاجون إليها أكثر ممن يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي فقط، أما شبكة الجيل السادس مع هذا النوع من السرعة والقوة الغير مسبوقين فمن الصعب تحديد الشكل الذي ستبدو عليه بنية الشبكة بالضبط، لكن يمكن التنبؤ بمستويات متقدمة من الأتمتة والاتصال وتحسين تصميم الشبكة بشكل عام.
وبالرغم من جميع الميزات يوجد بعض التحديات التي علينا التغلب عليها في تصميم الـ 6G وعمليات التنفيذ، وتتضمن هذه التحديات فقدان المسار عالي الطيف High-spectrum Path ومتطلبات الحساب العالية بالإضافة إلى كميات هائلة جداً من المعلومات في الوقت الفعلي، وتطلب مواجهة هذه التحديات التعاون والانفتاح والتك
نولوجيا السحابية Cloud technology، ونظراً لمليارات الأجهزة المتصلة ببعضها سيلعب الذكاء الاصطناعي AI دوراً كبيراً ومهم جداً في إدارة العديد من جوانب أنظمة الـ 6G والبنية التحتية، وبالرغم من صعوبة بناء مثل تلك الأنظمة إلا أن المكاسب ستتمثل في زيادة الأداء وخفض التكاليف والعديد من الخدمات الأخرى.
تتسابق الشركات والدول في إصدار شبكة الجيل السادس 6G ومن المتوقع صدورها في الأعوام المقبلة، لكن لم تتوقف عجلة التطور عند هذا الحد حيث أن العديد منهم يسعى أيضاً لإصدار الـ 7G الجيل السابع من الشبكات، فتخيل السرعة والأداء والفعالية الخارقة المتولدة عن تطور طموحات البشر في التطوير المستمر.