"استيقظت متأخراً من الزمن .. فوجدت حولي الأبواب مؤصدة .. وفرص النجاح تبتعد عني .. والركب يسير أمامي ولست قادراً على اللحاق به .. يتخرّجون .. ينجزون .. يتفوّقون... وأنا عالق في المنتصف ..  لستُ متشائماً وإنني لشغوف ، لكن الغفلة أسكرتني .. فكيف الخلاص ؟" .. 

هذا ما أخبرني به شابٌ ، في لقاءٍ عابر صباح اليوم ..
صمتُّ لحظة ..  ثم قلت له: (لا خلاص إلا بشحذ المنشار ) ..
وتابعت أفسر ما أقصد: كثيرون أولئك الذين أفاقوا من سكرتهم .. وصحوا من غيبوبة ضياعهم متأخرين .. لكنهم بالنهاية ربحوا السباق .. ! 
 أردفتُ: ونحن الآن على مشارف عام جديد وهو وقت مثالي لنشحذ المنشار ..
أخرِج كراسك الآن ورتّب أهدافك التي لم تحققها واجعلها خطة العام الجديد...
تحدّ نفسك.. أنت قادر ..

احمل منشارك .. وقل لي ..
 أأضطرارك لأن تعيد العام الدراسي كان سبباً لتحطيم معنوياتك ؟! 
أبداً ..أنت اليوم صرت على بيّنة أكثر في أسباب فشلك، لذا تجاوزُ الفشل صار هيّناً .. فقط اشحذ المنشار وعاود المحاولة وأنا واثقة أنك ستجتاز ذلك .

أطردك من العمل سبّب فراغاً في أيامك وضيقاً في مصروفك ؟
اشحذ المنشار واصنع من هذا الفراغ مستقبلك .. هذه فرصة أخرى لتصنع لنفسك عملاً مكافئاً لقدراتك وميولك ..
التحق بدورات مهنية وعلمية .. اقرأ مقالات علمية .. نمّ فكرك .. 
ومن الذي قال أن العلم والثقافة تنحصر في المدرسة والجامعة فقط ؟! دائماً هناك أموراً نتعلمها من أشياء بسيطة حيناً ومن الخبرة حيناً آخر .. !

اجعل لنفسك كل يوم وقتاً مخصصاً .. مارس هواياتك .. فرّغ طاقاتك .. راجِع حساباتك .. ضع علامة على ما أنجزت من أهدافك .. 

والأهم من ذلك كله؛ أن لاتستلم .. لاتصدق من يخبرك أن أبوابك مؤصدة ، وتذكر أنك فقط تحتاج لمنشار حادّ لتفتحها .. !

وختمت قولي بتربيتةٍ على كتفه، داعمة: أنا لا أقبل من الشباب إلّا أن يكون منتج الفكر واليد .. لذيذ الحضور .. مفتقد الغياب .. مشتعل الطاقات .. محلّق الخيال .. ومقدام .. 

وقبل أن أودعه التفت وهمست في أذنه: ولاتنسَ أن طرق النجاح لا تشقّ إلا بقوّة الإصرار .. وأن الذين يعودون من منتصف الطريق لايتسلّمون رايات النجاح .. !!

مديرة البوابة التعليمية