الحواشي و الهوامش
يقصد بالحواشي تلك التعليقات التي يضعها الباحث في أطراف بحثه خارجة عن النص، لتوضيح نقطة أو للتعريف بعلم أو بلد أو ما إلى ذلك مما يرى في بسطه ضمن النص الأصلي خروجاً عن موضوعه واستطراداً لا يمكن إيراده في غير الحاشية.
ومع ذلك فلا بد أن يكون لما يُكتب في الحاشية صلة بما يرد في المتن، وأن يكون مختصراً بحيث لا يٌثقل الأصل ويشتت ذهن القارىء.
أما الهوامش فتوضع للإشارة إلى المصادر والمراجع وغيرها، ومن الكتّاب من يفضل كتابة الهوامش في صلب البحث ومنهم من يفضلها في حاشيته، في حين يرى غيرهم أن تكتب في آخر البحث مسلسلة بأرقام من أولها إلى آخرها.
وتكمن أهمية الهوامش فيما يلي:
1- توثيق المادة العلمية بمصادرها ومراجعها التي تعد براهين الكاتب على ما يقدمه من معلومات وحقائق، وبذلك يثق القارىء في صحة النقول، ويمكنه التأكد بالرجوع إلى أصولها المذكورة.
ويحرص الناقل على الدقة لأنه أعطى مفتاح المراجعة للنقاد من بعده، فلا ينقل إلا صحيحاً، ولا يتصرف بما يخل بالأصل.
ولا يكفي أن يشار إلى المصدر بذكر صاحبه، في صلب البحث؛ لأن ذلك لا يقود إلى موضع الأخذ بسهولة، ولذا وجبت الإشارة إلى معلومات النشر كاملة وإلى المجلد والصفحة، وبعضهم يشير إلى السطرأيضاً لتكون الإشارة دقيقة مساعدة على التتبع والاستفادة الموسعة.
2- وتكمن أهمية الهوامش أيضاً في أنها دليل على الأمانة العلمية، حيث تنسب الآراء والمعلومات إلى أصحابها إذ لا يجوز للكاتب أن ينسب إليه من الأفكار ما اجتهد غيره في تحصيله ووصل إليه بعد بحث وتنقيب، وعلى الباحث أن يكون على صلة بمن كتب قبله في موضوعه وأن يشير إليه متى تطابق ما يورده مع آراء ذلك المتقدم.
3- الفائدة الثالثة لإيراد الهوامش هي إفادة القارىء مرتين، أولاً بالمعلومات الجديدة التي يحتويها البحث وثانياً بمصادرها الوثيقة، وبذلك يمكنه توسيع دراساته حولها، ولربما كانت هذه الفائدة الأخيرة أهم في نظر الباحثين من الأولى لاهتمامهم بتوسيع معارفهم حول النقطة المثارة بواسطة الاطلاع على أكبر قدر من مصادرها المذكورة في الهوامش.
4- وتخفف الهوامش من الأثقال على النص الأصلي بالمعلومات الإضافية التي ينبغي وضعها في الهوامش لعلاقتها بالنص، ولكنها لا تعتبر جزءاً من بنائه الفكري وتسلسله المنطقي.