Deepfake

Deepfake

سمعنا جميعاً بطرق الخداع الإلكتروني التي تتزايد بازدياد التطور التكنولوجي، ومن أخطرها ما يعرف بالـ Deepfake، ولكي نجعل الفكرة أقرب إلى أذهاننا فهو يشبه التعديل على الصور ببرنامج الـ Photoshop مع اختلافهما بالعديد من النقاط الأساسية لكنهما يعودان لنفس الأهداف تقريباً.

بدايةً يجب معرفة أن هذه التقنية تطبَّق على الصور ومقاطع الفيديو وحتى مقاطع الصوت! ووصلنا في هذا المجال لمرحلة متقدمة بحيث يصعب التفريق بين الحقيقة وخلافها، ومن أكثر استخداماته شيوعاً بين العوام هو تطبيق الهواتف الذكية الذي يتنبأ بأشكالنا في مرحلة الشيخوخة، وبالتأكيد تختلف أهدافها وبذلك تختلف صفة هذه التقنية فيما إذا كانت قانونية أم لا.

استُخدمَت الـDeepfake  لعدة أغراض منها التضليل الإعلامي وذلك بتصوير مشهد ما وتعديل الأحداث بما يتناسب مع مصلحة أحد الجهات، وفي الحملات الانتخابية حيث يمكن تعديل مقطع فيديو بوضع صورة وصوت مزيفين لأحد الرؤساء مثلاً من أجل تشويه صورته للتلاعب بالنتائج الانتخابية، ومن أكثر الأغراض انتشاراً هو استخدام صور أحد المشاهير في فيديوهات مسيئة للتشهير بهم ونشر الإشاعات الكاذبة وغالباً ما تطبق هذه الخدعة على صور المشاهير بسبب وضوح صورهم وكثرتها وكذلك تباين الإضاءة والألوان وهو بالضبط ما يحتاجه نظام الـDeepfake  فهو يحتاج إلى عشرات اللقطات بوضعيات وزوايا مختلفة بحيث تكون ذات دقة عالية وإضاءة جيدة جداً كي يأخذ النظام شكلاً واضحاً لما سيستبدل به، وبذلك تكون صور المشاهير الضحية الأمثل.

يعتمد الـDeepfake  بشكل أساسي على أنظمة الذكاء الصنعي Artificial Intelligence وتعلم الآلة Machine Learning، ويعرف أحد الأنظمة بـ Generated Adversarial Network أو GAN والتي تستخدم شبكتين عصبيتين صنعيتين منفصلتين وهما مجموعة من الخوارزميات المصممة للتعرف على الأنماط، الأولى تُستخدم لتوليد الوجه والثانية لتدقيق الشكل فيما إذا كانت الملامح مناسبة للصورة، حيث تعملان معاً لتعلم خصائص الصور الحقيقية حتى تتمكنان من إنتاج صور مزيفة، وللتفصيل في عمل الشبكتين يمكن القول أنهما تنخرطان في تفاعل معقد يفسر البيانات عن طريق وضع العلامات المميزة والتجميع والتصنيف، ثم تقوم إحدى الشبكات بإنشاء الصور وتقوم الأخرى بالتمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة وبعدها تحويل تلك الصور إلى فيديو مقنع. يوجد نظام آخر من أنظمة الذكاء الصنعي في هذه التقنية والي يعرف باسم التشفير Encoder، والتي تتخصص في استبدال الوجوه وتقوم بذلك عن طريق تشغيل آلاف من لقطات الوجه لشخصين من خلال برامج التشفير للعثور على أوجه التشابه والنقاط المشتركة بين الوجهين ثم تقوم خوارزمية الذكاء الصنعي والتي تعرف بوحدة فك التشفير Decoder باسترداد صور الوجه وتبديلها وبذلك يتم وضع وجه حقيقي لشخص ما على جسم شخص آخر، بينما يمكن لنظام GAN أن يقوم بتوليد وجه جديد لشخص غير موجود أصلاً! فهو نظام ذكي يقوم بجمع أعداد مهولة من البيانات مما أتاح له فهم الشكل العام للوجه البشري فأصبح بامكانه أن يختلق وجوه جديدة، يمكن الاطلاع على العديد من الوجوه غير الحقيقية لأشخاص غير موجودين على موقع الكتروني اسمه This Person Does Not Exist.

تستخدم تقنية الـ Deepfake في ما هو مفيد حيث يوجد جانب مشرق دائماً. يكثر استخدام هذه التقنية في وسائل الترفيه حيث سهلت سرد القصص وصناعة الأفلام، مثل الجزء السابع من فيلم Fast & Furious بسبب وفاة أحد الممثلين اضطر طاقم العمل للتعاقد مع أحد إخوة الممثل لتمثيل المشاهد المتبقية ومن ثم استخدام الـ Deepfake وتم إنشاء مشاهد مقنعة جداً. تستخدم التقنية في التعليم كذلك والمجال الطبي وغيرها من المجالات المهمة.

بعد إلقاء النظر على الجوانب السلبية والإيجابية ننتقل للتفكير في قضية هامة تتتعلق في نشر الإشاعات والوعي البشري، فكما جميعنا نعلم أنه يوجه شريحة مجتمعية لا بأس بها ممن يصدقون ما يقرؤونه على وسائل التواصل الاجتماعي لو كان من دون مصدر فما بالنا بعرض فيديو مزيف مقنع جداً، وهذا ما يؤدي بنا لنشر الثقافة والوعي لأنه بانعدامهما سنذهب إلى منطقة تفكير بعيدة جداً واختلال في مفاهيمنا المجتميعة وتقديرنا أيضاً للحقائق.

 

 

 

 

ما هي ردة فعلك؟

like
0
dislike
0
love
2
funny
0
angry
0
sad
0
wow
2