مجتمع الدراسة و العينات

مجتمع الدراسة و العينات
بعد تحديد الباحث لمشكلة البحث وفرضياته وقبل تحديد أداة القياس أو جمع المعلومات، لا بد من تحديد مجتمع الدراسة، لأن صياغة الفرضية تكون على شكل عبارة تتكون من متغيرات تدل على سمات فراد أو أشياء تشكل المجتمع الاحصائي والذي يعرف بأنه جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يكونون موضوع مشكلة البحث.
وإذا استطاع الباحث إجراء دراسته على جميع أفراد المجتمع، فإن دراسته تكون ذات نتائج أقرب للواقع وأكثر دقة، ولكن الباحث قد يجد صعوبة في التعامل مع كل مشاهدة من مشاهدات المجتمع لعدة أسباب، مما سيضطره لإجراء الدراسة على مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة، وهذه المجموعة نسميها عينة الدراسة.
لذلك يمكن تعريف العينة بأنها شريحة  ( جزء )  من مجتمع الدراسة تحمل خصائص وصفات هذا المجتمع وتمثله فيما يخص الظاهرة موضوع البحث وبذلك نصوغ التعريفات التالية :
• مجتمع الدراسة كامل الأفراد أو الأحداث أو المشاهدات موضوع البحث أو الدراسة.
العينة مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة معينة.
المفردة: أحد الأفراد أو المشاهدات التي يتم اختيارها ضمن العينة.
إن اختيار العينة بشكل دقيق ومناسب يعطي نتائج مشابهة إلى حد كبير للنتائج التي يمكن الحصول عليه عند دراسة كامل مجتمع الدراسة، وبشكل عام كلما كان حجم العينة أكبر كلما زاد تمثيلها لخصائص المجتمع موضوع الدراسة، لذلك يمكن تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها من خلال دراسة العينة على مجتمع الدراسة الأصلي، بالإضافة إلى ان زيادة أفراد العينة يزيد من فرص رفض الفرضية الصفرية عندما تكون خاطئة*، وهذا يؤدي إلى تقليل الخطأ الاحصائي من النوع الأول.
* الخطأ من النوع الأول يكون عند قبول الفرضية الصفرية وهي خاطئة، حيث نعلم أن زيادة أفراد العينة تزيد من إمكانية تمثيل العينة لسمات مجتمع الدراسة مما يساعد في رفض الفرضية التي لا تتفق مع هذه السمات، أو بمعنى آخر ان زيادة أفراد العينة يزيد من درجة الحرية وبتالي انخفاض القيمة الحرجة للإحصائي المستخدم.
وسوف نتحدث في هذه المناقشة عن أسباب اللجوء إلى استخدام العينات، وطرق اختيارها، وخطوات اختيار العينة، والوسائل التي يمكن من خلالها التأكد من تمثيل العينة لمجتمع الدراسة.
 
أسباب استخدام العينات:
هناك أسباب كثيرة تمنع الباحث أو لا تساعده لإجراء الدراسة على كامل مجتمع الدراسة، مضطراً بذلك لإجراء الدراسة على جزء من مجتمع الدراسة يتم اختياره بطريقة معينة، ونوجزهذه الأسباب بما يلي:
1) التكلفة والجهد وطول الوقت: فقد يكون مجتمع الدراسة يقع على مساحة جغرافية كبيرة مما يضطر الباحث للتنقل مسافات طويلة لفحص عناصر المجتمع، مما يكلف مالا وجهدا ووقتا طويلا، كما هو الحال لو كان موضوع الدراسة؛ العلاقة بين دخل الأسرة الأردنية ومستوى التعليم لرب الأسرة، فإن إجراء الدراسة على كامل الأسر السورية أو الدمشقية مثلاً يتطلب تكلفة عالية وجهدًا كبيرين لجمع البيانات، خاصة إذا كانت الدراسة لمساعدة متخذي القرار على اتخاذ قرار مناسب وسريع، لذلك يمكن إجراء الدراسة على عينة ممثلة ومن ثم تعميم النتائج.
2) ضعف الرقابة والإشراف والدقة : إن الحجم الضخم  مجتمع الدراسة يؤدي إلى ضعف الضبط والرقابة في جمع البيانات، لتعدد العاملين على جمعها، بالإضافة إلى أن طريقة المسح الشامل تستغرق وقتاً طويلاً، فتحدث تغيرات على مجتمع الدراسة، كما لو كانت الدراسة على سكان بلد كبير مثل الهند أو الصين والتي تستغرق وقتاً طويلاً تحدث خلاله الكثير من الولادات والوفيات مما يؤثر في نتائج الدراسة.
3) التجانس التام : فعندما تكون عناصر المجتمع متجانسة بشكل تام فإن نفس النتائج يمكن الحصول عليها سواء أجريت الدراسة على كامل المجتمع أو على أجزاء منه، فعند إجراء الدراسة على مادة كيماوية بتركيز معين لمختبرات وزارة التربية يكفي إجراء التجربة على جزء من المادة لأن المادة متجانسة.
4) تلف العناصر نتيجة أخذ المشاهدات عليها:  لمعرفة مدى صلاحية منتج معين من المعلبات لا يعقل فتح جميع العلب للفحص والمعاينة.
5) عدم إمكانية حصر مجتمع الدراسة : فإذا كان موضوع الدارسة اختبار فعالية علاج معين جديد لمرض السرطان فلا يمكن حصر جميع المصابين والذين سيصابون بالمرض مستقبلاً.
6) حساسية التجربة : إذا كان موضوع الدراسة طريقة جديدة لتعليم مبحث ما، فلا يعقل تطبيق الطريقة الجديدة على جميع الطلبة قبل التأكد من فعاليتها، ومن المنطقي أن تجرى التجربة على عينة من الطلبة، وفي ضوء النتائج يتم اتخاذ القرار المناسب بشأنها.

ما هي ردة فعلك؟

like
2183
dislike
1
love
2253
funny
0
angry
0
sad
0
wow
1