ما زلت قاعداً ؟؟ تحرّك... !

ما زلت قاعداً ؟؟ تحرّك... !

كنت جالسة صباحاً على كرسي في شرفتي .. الساعة تدّق السادسة صباحاً .. أتصفح مواعيد العمل لهذا الأسبوع .. لفت نظري شاب يهرول بسرعة وعيناه تومئ بقلق على ساعة يده .. سألت نفسي .. أي هدف هذا الذي أخرج شاباً من بيته في هذا الوقت الباكر ليجري مهرولاً .. ؟؟

تذكرت عبارة قرأتها الأسبوع الماضي في أحد المقالات :

 ))أعتقد أن الإنسان يجب دائما أن يكون في انتظار نتيجة طلبٍ - واحد على الأقل - قد قدّمه..  سواء كان ذلك طلب توظيف.. أو امتحان تقدم إليه.. أو دورة ما.. ‫يجب أن ينشغل الناس بك ))

وأنا أؤيد كاتبها.. نعم ..يعجبني الشباب الهادف .. الذين يسعون ويكابدون في هذه الحياة بهمة تصل إلى شواهق الجبال .. أحوالهم الفريدة تقول لكل واحد فينا:  

 انهض على قدميك ..  اعمل و تحرك ..

ابق منهمكاً بالعمل .. لاتستكين .. 

وفعلاً .. الحياة ملك لهم .. لأولئك المتمرّدون على الهزيمة .. أصحاب الجرأة التي لا تهدأ ..  الإرادة التي لا تركن .. الشعل التي لاتنطفئ ..

 اسعَ بكل مافيك في سبيل تحقيق حلمك .. لا يوقفك تحبيط المتشائمون .. الخائفون المترددون .. هؤلاء في نهاية اللعبة لن يكونوا سوى مشاهدين على هامش الحياة ..

هل سمعت يوماً أن الحياة سطرت في تاريخها شيء من تخبطهم ؟ أو أبقت أثراً لخطاهم المتعثرة  ؟

الحياة ستعطيك على قدر حركتك .. لكن انظر إليها بروح مرنة متجددة .. لا بروح عجولة يئوسة ملولة ..

هي كل يوم تنتظر تفاعلك .. في كل صباح تفتح لك صفحة بيضاء لتسطر فيها عنواناً لك .

تأتيك على هيئة أحلام تنقر على كتفك قبل أن تأوي إلى فراشك لتقول لك: المستقبل مرهون بسعيك وأفكارك وحركتك فلا تهدأ ..

تهمس في آذانكم بين حين وحين وتنتظر أن تجيبوها بإنجازكم وتألقكم ولمعانكم ..

انت تستحق أن تشغل مكانا في هذا العالم ..

أنت تستحق أن يتصل بك مدير ما ليقول لك أن شركته بحاجة ماسّة إلى خبراتك ومؤهلاتك ..

يجب أن يكون لك بصمة في كل محطة تقف بها .. مثلاً .. أن تكتب المحاضرات العلمية في جامعتك بخط يدك .. ويكلمك أحد زملائك ليلاً ليستفسر عن مسألة ما منك أنت تحديداً ..

أنت تستحق أن ينشغل عمال مطبعة بجلها من أجل طباعة كتاب من تأليفك ..

أو أن يتحرك العمّال في أحد المدرجات لإعداد الإذاعات  تهيئةً لمحاضرة ستلقيها أنت ..

أن تعقد أحد المؤسسات اجتماعاً سريعاً ليتناقشوا فكرة أنت الذي طرحتها ..

أن تدور عباراتك الإيجابية برأس أحدهم ليلاً .. ويعزم على المبادرة والعمل بسبب نصيحة أسديتها له صباحاً ..

ماأريد أن أقوله بإيجاز: أنتم الآن في فترة ذهبية .. ألقوا بذور إبداعكم على ترب خصبة .. ولا تنتظروا حصاد ثمارها ، ليس المهم أن تروا نتيجة سعيكم .. المهم أن تسعوا وتعملوا كثيراً وتستيقظوا كثيراً وتناموا وترتاحوا قليلاً .. أن يكون لكم ورقة في هذه اللعبة حتى لو لم تكن رابحة ... !

 

#مديرة_البوابة_التعليمية

ما هي ردة فعلك؟

like
2169
dislike
1
love
220
funny
0
angry
0
sad
0
wow
8