الورقة البحثية Research Paper
هي مقالة علمية تنشر في مجلة علمية محكمة، وبالتالي تخضع للمراجعة والتدقيق من طرف أقران متخصصين. هدفها نشر دراسة علمية ذات نتائج أصيلة أو مناقشة نتائج دراسة سابقة. والورقة البحثية تركز على البحث في نقطة محددة ضيقة وعادة ما تتراوح بين عدة صفحات حتى 40 - 50 صفحة.
يواجه العديد من الطلاب صعوباتٍ متنوعة عند قيامهم بكتابة ورقة بحثية للمرة الأولى. فالورقة العلمية التي تصف البحث العلمي تتصف بمعايير محددة، ويجب أن تكتب بأفضل شكل ممكن، وبأعلى درجة ممكنة من الاحترافية. ويفضل أن تحدد مسبقاً في أي مجلة تريد نشرها لتعدها بطريقة تتوافق مع شروط المجلة.
ومن أجل تبسيط المهمة، فإننا سنقوم بدايةً باستعراض الأجزاء الأساسية التي تتكون منها أي ورقة بحثية علمية:
1. عنوان البحث Title
2. المستخلص Abstract
3. المقدمة Introduction
4. الطرق والأدوات Methods & Materials
5. النتائج Results
6. مناقشة النتائج Discussions
7. الاستنتاجات Conclusions
8. المراجع References
بالنسبة لعنوان البحث فإنه يجب أن يكون بسيطاً ومحدداً، ويجب أن يكون قصيراً قدر الإمكان، ويعبر عن المضمون، بحيث يستطيع القارئ أن يأخذ فكرة جيدة عن مضمون البحث ومحتواه من العنوان. إذا لم يكن العنوان واضحاً، فإن ذلك قد يسبب مشكلة لدى القارىء، بحيث لا يتشجع على قراءة البحث، أو يظن أنه غير مناسب له، أو أنه ليس البحث الذي يريده. يمكن استخدام عنوان يلخص النتائج.
مستخلص البحث:
هي النقطة الثانية التي سيتم الاطلاع عليها بعد قراءة العنوان، وهنا يجب أن يقوم الباحث بتلخيص أهم الجوانب، وأهم النقاط المتعلقة بالبحث، وهدفه، والنتائج التي توصل إليها. يعتبر البعض أن المستخلص هي أهم فقرة في البحث، لأنها يجب أن تقدم فكرة كاملة عن أهمية البحث ونتائجه. غالباً ما ينشر المستخلص منفصلاً عن المقالة أو الورقة. ويفضل أن تكون مفرداته أقل تخصصية من مفردات الورقة، ويتكون من 100 - 250 كلمة.
مقدمة البحث:
هي أول فقرة أساسية في الورقة العلمية التي تصف البحث، ويجب أن تبرز سؤال البحث، وأهميته، وتستعرض الخلفية التاريخية للبحث، والأبحاث السابقة في المجال العلميّ الذي كتب البحث ضمنه، ويجب أن تستعرض الطرق والأبحاث الأخرى التي تجرى في نفس السياق، وصولاً إلى البحث نفسه وما يقدمه.
الطرق والأساليب:
هي توصيف للطرق التي استخدمها الباحث في إجرائه لبحثه. هنا يجب أن نتذكر أن الورقة العلمية ككل هي تلخيص لبحثٍ علميّ قد يمتد لعدة سنوات، وبالتالي فإن الاستفاضة في شرح التفاصيل سيكون أمراً غير مناسب. يجب أن يتم استعراض الطرق بشكلٍ موجز وملخص، ويجب أن تكون كل طريقة أو منهجية أو خوارزمية مستخدمة واضحة من حيث المفهوم والمبدأ ونتيجة التطبيق.
في قسم النتائج، يجب أن يقوم الباحث بعرض النتائج التي حصل عليها مباشرة من بحثه، ويجب هنا الاستفادة من الرسوم التوضيحية والمخططات البيانية إن أمكن، لأنها تغني البحث وتجعله أكثر سهولة للفهم والاستيعاب. يجب أيضاً ذكر الطرق التي تم عبرها الحصول على النتائج، سواء كانت برامج حاسوبية، أو داراتٍ إلكترونية، أو عيناتٍ إحصائية، أو صور مخبرية، أو غيرها.
مناقشة النتائج:
هو القسم الذي يقوم فيه الباحث بتفسير ما حصل عليه من نتائج، ومقارنتها مع الأهداف الموضوعة للبحث والتي تم عرضها في الخلاصة بشكلٍ مختصر، وفي مقدمة البحث بشكلٍ مفصل.
أخيراً، فإن قسم الاستنتاجات والتوصيات: هي مغزى النتائج وتطبيقاتها عملياً. ومن المفيد هنا أن يكتب على شكل تعدادات. يجب أن يوضح الباحث هنا ما هي القيمة المضافة من البحث الذي قام به، وكيف يمكن الاستفادة من البحث في مجال الاختصاص.
المراجع:
أمر لا جدل فيه، وأي بحث بدون توثيق للمعلومات بالمراجع والمصادر هو بحثٌ بلا قيمة. النقطة الأهم، أن المراجع نفسها يجب أن تكون من مصادر موثوقة، مثل دور النشر العالمية، أو المجلات والمحكمات العلمية المرموقة. كما أن المراجع يجب أن تكون حديثة قدر الإمكان، ويفضل أن تكون من أوراق علمية وكتب منشورة في السنوات الأخيرة وصولاً لسنة إصدار البحث نفسه.
الكلام السابق كله هو عبارة عن تخطيط وترتيب البحث، ولم نصل حتى الآن لمرحلة كتابة البحث نفسه، وفي هذا السياق فإنه من الأفضل أن يقوم الباحث بتقسيم وقته بشكلٍ جيد، بحيث يخصص وقت لكل جزء من أجزاء البحث، ويضع جدول زمني من أجل انتهاء عملية كتابة البحث، وأخيراً، يفضل اختيار الأوقات التي يكون فيها الباحث بأفضل حالاته الذهنية للحصول على أفضل تركيزٍ ممكن خلال كتابة البحث.
بعد الانتهاء من كتابة البحث، وقبل إرساله بشكلٍ رسمي للمجلة العلمية، يجب أن يراجع عدة مرات، والتأكد من خلوه من أي خطأ، سواء كان علمياً أو لغوياً، ويفضل أيضاً الاستعانة بالزملاء والأصدقاء للحصول على تقييماتٍ تساهم بجعل الورقة العلمية للبحث بأفضل صورة وشكلٍ ممكنين.