الكتابة أساليبها وأنواعها 3
الأفكار والأساليب
الأفكار هي لب الموضوع وثمرته التي يهدف الكاتب إلى توصيلها من خلال عمله العلمي، وليست الأساليب والوسائل إلاّ الأطباق التي تساعده على تقديمها إلى الملتقى في عرض مقبول، وتنبغي العناية في تناول هذه الأفكار بما يحقق جودة التوصيل بين الطرفين وأبرز مظاهر تلك العناية ما يلي:
1- إيجاد رؤية شاملة للموضوع المراد تناوله تساعد على نسج جزئياته في تناسق منهجي واضح، ويتم ذلك عن طريق القراءة المكثفة والنقدية لمصادر الموضوع المراد تناوله تساعد على نسج جزئياته في تناسق منهجي واضح، ويتم ذلك عن طريق القراءة المكثفة والنقدية لمصادر الموضوع وتجميع وتنظيم المادة اللازمة للبحث.
2- تركيز الأفكار وتحديدها في نقاط تجنب الكاتب عيوب السرد الخطابي والتعبير الخطابي من الدقة والتسلسل، ويحذر في هذا الصدد من المبالغة.
3- عرض الأفكار عرضاً خالياً من تأثير الآراء السابقة وتأثير أمَاني النفس ورغائبها، في أن يحقق البحث أغراضاً ذاتية قد تخالف الحقيقة، أو تركز على بعض النتائج دون غيرها، أو التغاضي عما لا تحب، ويجب التنبيه في هذه النقطة إلى خطأ تجاهل أدلة الخصم إذا كان الموضوع يقتضي عرضها أو الرد عليها.
أما الأساليب فتتباين بتباين طبيعة الموضوع، فالموضوع العلمي يستلزم أسلوباً علمياً دقيقاً حين يتطلب الموضوع الأدبي أسلوباً رفيعاً، ويجمع بعض الكتاب بين الأسلوبين معاً لجعل موضوعاتهم العلمية الجافة محل قبول القراء غير المتخصصين، ولكل من هذه الأساليب مجالاتها وخصائصها المميزة.
فالأسلوب العلمي يتميز بالدقة والوضوح والتفصيل، وكاتبه يحرص على مطابقة العبارة للمعنى المراد ويتصف باليدة التامة، ويحرص على عرض موضوعه في عبارات صحيحة لغوياً خالية من التعقيد.
ويستخدم الكاتب في هذا الأسلوب ما يخص موضوعه من المصطلحات العلمية والمفردات الدقيقة، ويتوخى المنهجية السليمة في تناوله لجوانب موضوعه.
أما الأسلوب الأدبي فيعبر عن مشاعر وأخيلة صاحبه تجاه موضوع العمل الأدبي، واضعاً ذلك في إطار فني متميز قوامه الألفاظ المختارة والصور البليغة والتراكيب المحكمة.
وفي هذا الأسلوب تظهر شخصية الأديب وثقافته، وتنعكس على سطور كتابته ميوله ورغباته وانفعالاته وأهدافه في التأثير على القارىء.
أما الأسلوب العلمي المتأدب، سمي كذلك لأنه يضع الحقائق العلمية في ثوب أدبي أنيق، ونجده عادة في المجلات العلمية ذات الصلة بالجمهور العريض من القراء، وفي تيسير العلوم البحتة لتكون في متناول ذوي الثقافات الأخرى.