العلامة التجارية
تعد العلامات التجارية واجهة للشركات على عدة مستويات فهي تمكن زبائن الشركة من تمييز منتجاتها أو خدماتها عن منتجات الشركات المنافسة وخدماتها مما يتيح للشركة إمكانية تسويق سلعها أو خدماتها على نحو أفضل .
إن العلامة التجارية هي إشارة تنتفع بها شركة ما لتمنح مالكها الحق في منع الغير من الانتفاع بالعلامة وتسهم على المدى الطويل في استقطاب المستهلكين والاحتفاظ بهم .
إ ن العلامة التجارية معترف بها اليوم على أنها احد الأصول الأساسية التي تمكن من استحداث قيمة معنوية للشركات , وهكذا فإن أية مؤسسة سواء أكانت تستهدف الربح أم لا, وسواء أكانت صغيرة أم كبيرة أم متوسطة , بوسعها أن تتخذ لنفسها اسما تجاريا أو علامة تجارية, بل إن بعض العلامات التجارية صارت تمثل بلدا معينا وتدل على هوية السلعة الوطنية ...... إذن لماذا لا تزال كثير من الشركات تجهل أثر العلامة التجارية في ترويج السلع والخدمات وتسويقها.... لعل أصحابها ما زالوا غير مقتنعين بذلك عل نحو كاف.
وهناك عوامل عديدة تسهم في ابتكار الصورة أو العلامة التجارية الناجحة. وليس هناك وصفة سحرية لتحقيق ذلك النجاح , فاستحداث العلامة التجارية يقتضي موهبة فنية كما يتطلب دراية علمية متخصصة.بيد أن العلامة لكي تلقى النجاح المنشود لابد لها من أن تتسم بالوضوح والدقة والمصداقية كي توحي بالرسالة التي تحملها من حيث قدرتها على التميز عن غيرها ومن حيث النوعية التي ترمز إليها , أضف إلى ذلك أن العلامة التجارية يجب أن تكون جذابة ومواتية للسلعة ولما تجسده من خدمات.
إن إنشاء العلامة التجارية ليس بالأمر الهين وهناك شركات متخصصة تساعد في إيجاد أوإنشاء العلامة التجارية الملائمة لاحتياجات شركتك ولا توجد أية قواعد ثابتة لتعريف العلامة التجارية الناجحة كما لا ينبغي أن لا يترك تكوين الصورة التجارية كخطوة أخيرة بعد جميع خطوات تأسيس الشركة بل بالعكس فإن تلك العملية ينبغي الشروع فيها لدى البدء بإنشاء الشركة كما ينبغي أن تكون استراتيجيه الصورة التجارية جزءا لا يتجزأ من أي خطة عمل.
ومن أهم المعايير المتبعة عموما في إنشاء علامة تجارية أو تصميمها أو اختيارها الأمور التالية:
1- ينبغي أن تكون الإشارة سهلة القراءة والكتابة والنطق في جميع اللغات المعنية .
2- ينبغي أن تكون ملائمة لأسواق التصدير دون أن تحمل أي معني سلبي في اللغات الأجنبية.
3- ينبغي أن تدل العلامة التجارية على طبيعة المنتج.
4- ينبغي أن تكون العلامة قابلة للاستخدام على جميع وسائل الإعلان والإشهار
إن العلامات التجارية لا تستخدم كأدوات للتجديد فقط بل تعد أيضا ضمانة للجودة المتواصلة فالمستهلك الذي يرتاح لجودة منتج أو خدمة يثابر على شراء ذلك المنتج أو اقتناء تلك الخدمة بحثا عن الجودة التي يتوقعها من العلامة التجارية التي يعرفها , فبإمكان الشركة من خلال صورة علامتها التجارية أن تستقطب المستهلكين لتجعلهم أوفياء لسلعها وخدماتها والاهم من ذلك أن تحافظ على هؤلاء المستهلكين مما يمكنها من جلب قيمة حقيقية ملموسة لمشروعها التجاري سواء كان كبيرا أو صغيرا أو متوسطا.
تملك الشركات الصغيرة والمتوسطة في معظمها اسما تجاريا أو علامة تجارية واحدة أو أكثر, وينبغي لها أن تنظر في حمايتها . وتجمع معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة معلومات تجارية سرية قد ترغب في حمايتها كقوائم الزبائن وإحصاءات المبيعات مثلا. وهناك عدد كبير من الشركات التي تطور رسوما أو نماذج ابتكارية,
وينبغي للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع الحالات النظر في أفضل السبل لاستغلال نظام الملكية الفكرية بما يخدم مصالحها .ويجدر الذكر أن الملكية الفكرية قد تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في معظم جوانب التطور والاستراتيجية التنافسية :من تطوير المنتج إلى تصميمه ومن تقديم الخدمة إلى التسويق والعمل على التصدير أو توسيع المشروع التجاري عبر الترخيص أو الامتياز .
تساهم الملكية الفكرية في تعزيز فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال التصدير لذلك يجب أخذ قضايا الملكية الفكرية في الحسبان عند وضع استراتيجية التصدير والنظر في السبل التي من خلالها تساهم الملكية الفكرية في تعزيز قدرة تلك الشركات على التنافس في أسواق التصدير .
ونظرا لأن حقوق الملكية الفكرية حقوق إقليمية أي أنها لا تتاح إلا في البلد أو الإقليم الذي طلبت فيه فإن التمتع بحقوق الملكية الفكرية في الأسواق الأجنبية يقتضي التماس الحماية والحصول عليها في الخارج.
إن حقوق الملكية الفكرية موجودة حولنا إلى جانب حقوق الإبداع والابتكار البشري في كل مكان . وكل المنتجات أو الخدمات التي نستخدمها في حياتنا اليومية ناتجة عن سلسلة طويلة من الابتكارات الكبيرة أو الصغيرة مثل إدخال تغييرات على الرسوم أو النماذج أو تحسينات تعطي للمنتج شكله الحالي أو وظيفته التي نعرفها اليوم ويعود نشوء فكرة الحماية إلى الفترة ما بعد قيام الثورة الصناعية في أوروبة وأثرها الواسع في دول العالم , حيث دفعت هذه الدول إلى التنادي لوضع الاتفاقيات في سبيل حماية حقوق الصناعيين والتجار والمبدعين لما يملكون من مخترعات أو منتجات أوصنا عات يتعاملون بها وأخذت الدول الأخرى تنضم إلى هذه الاتفاقيات والالتزام بها كما أخذت تضع التشريعات القانونية لمكاتب الحماية المنظمة لها .
إن قوانين العلامات التجارية أو براءات الاختراع التي تمنح الحماية عند التسجيل موجودة في معظم الدول العربية وتتبع معظم الدول العربية التصنيف الدولي للبضائع والخدمات وبالنسبة لمتطلبات تسجيل علامة تجارية فإنها تختلف من دولة عربية إلى أخرى , ففي حين تطلب بعض الدول العربية وكالة فقط , فإن دولا أخرى تطلب نسخة عن تسجيل الشركة .
إن ثقافة العلامة التجارية ما زالت غير متبلورة بشكل كامل في الأوساط التجارية لدينا , بينما يختلف الوضع عالميا وبل عربيا فالعلامة التجارية تعد أهم عوامل نجاح الشركة وهي أداة لترسيخ صورة الشركة في أذهان المستهلكين الحاليين والمحتملين كما يعتبر أسلوب حماية الملكية الفكرية وحماية العلامات التجارية مفيدا للمحافظة على المنتجات والاختراعات من القرصنة والسرقة من قبل الآخرين .لقد شهدت السنوات القليلة المنصرمة زيادة في الوعي بأن حقوق الملكية يمكن أن تخضع للتقييم المالي وهناك عدة طرق لتحقيق ذلك فيمكن بيع الملكية الفكرية أو ترخيصها أو استخدامها كضمان إضافي أو كضمان لتمويل قرض كما تشير المعطيات الصادرة عن مديرية حماية الملكية في وزارة الاقتصاد إلى ارتفاع الطلب على تسجيل العلامات والرسوم والنماذج والبراءات مما يعزز إدراك الشركات لأهميتها في ظل التغيرات والتحولات في الاقتصاد العالمي.