اختيار المنتج والسوق
يجب على المبادر المحتمل في الأعمال أن يتقدم بفكرة جيدة. سوف تخدم هذه الفكرة كأساس للمشروع الجديد.في بعض الأحيان يرى أحد المبادرين احتياجات معينة في أحد الأسواق فيقول لنفسه، «لقد وجدتها »، وتصبح لديه فكرة عن منتج أو خدمة لتلبيتها. وفي أحيان أخرى تطرأ للمبادر فكرة لمنتج أو خدمة ويحاول ان يجد سوقاً لها.
ابتكر مهندس اسكتلندي يعمل لدى شركة جنرال الكتريك معجوناً قادراً على الوثب ولكن لم يجد استعمالاً له. ولكن على يدي مبادر خلاّق أصبح هذا المعجون لعبة أطلق عليها اسم »سيللي بوتي« لها سوق متحمس: الأطفال. ليس من الضروري إن تكون الفكرة ثورية. فالأبحاث، والتوقيت، وقدر من الحظ يمكنها تحويل الأفكار الاعتيادية إلى أعمال تجارية ناجحة. في العام 1971 ، أطلق شاك بوركيت شركة لصنع منتج اعتيادي، سلاسل مفاتيح جديدة.
ولكن عندما حصل على عقد مع مشروع جديد في فلوريدا، أي عالم ديزني، بدأ يصنع سلاسل مفاتيح ميكي ماوس وحقق بذلك نجاحاً هائلاً. هناك طرق عديدة للبحث عن الأفكار. طالع كثيراً، تحدث مع الناس، وادرس مسائل مثل: ما هي التقييدات القائمة في المنتجات والخدمات الجالية؟ ما الذي ترغب به وهو غير متوفر؟ هل هناك استعمالات أخرى للتكنولوجيا الجديدة؟
ما هي الطرق المبتكرة لاستعمال أو لتزويد منتجات موجودة؟ في استراليا عام 1996 ، أسس مبادران في الأعمال شركة( أوسي بت موبايل إنك) لإيصال خدمة غسل وقص شعر الحيوانات إلى منازل الناس المنهمكين في أشغالهم. أصبحت الآن هذه الشركة إحدى أهم قطاعات الأعمال التي تمارس نشاطها بموجب امتياز عمل في الولايات المتحدة.
هل يتغير المجتمع؟ ما هي مجموعات الناس التي لا تُلبى احتياجاتها؟ ماذا بشأن الإدراك الحسي للناس؟ فقد خلق الطلب المتزايد على الوجبات الخفيفة الصحية فرص عمل جديدة عديدة في الولايات المتحدة، مثلاً.
إن أفكار الأعمال تلائم عادة واحدة من الفئات الأربع التي وصفها ايتش. ايغور أنسوف في مجلة هارفرد بيزنس ريفيو عام 1957 :
• إيجاد سلعة أو خدمة لسوق قائمة. إنها مقاربة صعبة لعملية البدء بمشروع. إنها تعني كسب المستهلكين من خلال جاذبية البضائع المعروضة، والدعاية، وغير ذلك. تكاليف الدخول إلى السوق مرتفعة والربح غير مؤكد.
• إيجاد سلعة جديدة أو خدمة جديدة لسوق جديدة. هذه أكثر الاستراتيجيات خطورة بالنسبة لشركة جديدة لأن السلعة والسوق غير معروفين. إنها تتطلب قدراً كبيراً من الأبحاث والتخطيط، ولكن في حال نجحت فإنها تملك أكبر الاحتمالات لشركة أعمال جديدة ويمكن ان تكون مربحة للغاية.
• سلعة جديدة أو خدمة جديدة لسوق موجودة. )يتم في أحيان كثيرة توسيع هذا المفهوم ليشمل التعديلات على السلع /الخدمات الموجودة(. فعلى سبيل المثال، يستعمل صانعو بطاقات المعايدة المبادرون الدعابة الحادة جداً وأنواع الرسائل التي لا تنتجها شركتا هولمارك او أميركان غريتنغز- الشركتان الرئيسيتان لصنع بطاقات المعايدة- للتمكن من التنافس في سوق موجودة.
• سلعة أو خدمة موجودة لسوق جديدة. قد تكون السوق الجديدة في دولة أو منطقة مختلفة أو جزء من سوق معينة. فالمبادرون في الأعمال الذين يزودون السلع/الخدمات إلى منازل او مكاتب زبائنهم، او الذين يبيعونها عبر الإنترنت يستهدفون أيضاً سوقاً جديداً، الناس الذين لا يرغبون بالتسوق او المنشغلين للغاية للقيام بذلك.
الفئتان الأخيرتان تحملان أخطاراً معتدلة، ولكن الأبحاث المتعلقة بالسلعة وبالسوق تستطيع تخفيضها. كما تقدمان فرصاً لإستعمال استراتيجيات فعالة للإنطلاق، أي الابتكار، والتميز، وتحديد مواصفات السوق.
المصدر: كتاب مبادىء المبادرة التجارية للمؤلفة الأمريكية جين هولدن