أنواع نشر الحوسبة السحابية وخدماتها Cloud Computing Deployments and Services
ترتكز العديد من الشركات الآن على ما يسمى الحوسبة السحابية بسبب ما وفرته عليهم من مال وإدارة وبنى تحتية، ولم تقتصر خدماتها على الشركات فقط بل زودت الأفراد كذلك بخدماتها من مساحة تخزين ومعالجة وغيرها، ومن أهم الأمثلة على الاستخدام الشخصي للحوسبة السحابية هو Google Drive و Drop Box حيث يتم تخزين عدد هائل من الملفات بعيداً عن المساحة الداخلية لأجهزتنا، وكل ما يطلبه الوصول إلى تلك الملفات هو الاتصال بالإنترنت.
كما ازدادت الاستخدامات والاحتياجات للحوسبة الاسحابية مما أدى إلى تعدد أنواعها ونماذجها بحيث تناسب احتياجات الجميع، فأولاً يجب تحديد نوع النشر السحابي أو بنية الحوسبة السحابية التي سيتم تنفيذ الخدمات السحابية عليها حيث يوجد ثلاثة طرق مختلفة لنشر الخدمات السحابية:
- السحابة العامة Public Cloud: هي خدمة حوسبة تُقدَم عبر الإنترنت مما يجعلها متاحة لأي شخص يريد استخدامها أو شرائها حيث من الممكن أن تكون مجانية أو تباع عند الطلب وذلك حسب الجهة الموفرة للخدمة السحابية، مما يسمح للعملاء بالدفع فقط لكل استخدام مثل استخدام وحدة المعالجة المركزية CPU، التخزين Storage أو النطاق الترددي Bandwidth الذي يستهلكونه، كما يمكن للسحابة العامة أن تجنب الشركات وخاصةً الناشئة منها من التكاليف الباهظة المترتبة من شراء البنية التحتية من الأجهزة والتطبيقات وإدارتها وصيانتها كذلك، حيث أن مزودين الخدمة السحابية Cloud Service Providers أو الـ CSP يتحملون مسؤولية جميع عمليات إدارة وصيانة النظام. تتيح السحابة العامة لكل موظف في أي شركة استخدام نفس التطبيق من أي مكتب أو فرع طالما أنه متصل بالإنترنت.
- السحابة الخاصة Private Cloud: تعرف على أنها خدمة الحوسبة المقدمة إما عبر الإنترنت أو عبر شبكة داخلية خاصة لاختيار المستخدمين بدلاً من عامة الناس، كما تعرف باسم السحابة الداخلية Internal Cloud أو سحابة الشركة Corporate Cloud، تمنح العديد من المزايا كما في السحابة العامة بما في ذلك الخدمة الذاتية وقابلية التوسع والمرونة، لكنها توفر مستوى أعلى من الأمان والخصوصية من خلال جدران الحماية الخاصة بالشركة والإضافة الداخلية لمستخدمي السحابة لضمان عدم إمكانية وصول الـ CSP إلى العمليات والبيانات الحساسة، لذلك يكون قسم تكنولوجيا المعلومات بالشركة مسؤول عن التكلفة والمساءلة لإدارة السحابة الخاصة.
- السحابة المختلطة أو الهجينة Hybrid Cloud: سميت بهذا الاسم نظراً لكونها تجمع بين السحابة الخاصة والعامة مما يسمح بمشاركة البيانات والتطبيقات بينهما، حيث تكمن ميزتها الأساسية عند زيادة الطلب على الحوسبة والمعالجة بما يتجاوز قدرات مركز البيانات المحلي يمكن للشركات استخدام السحابة لزيادة السعة أو خفضها للتعامل مع السعة الزائدة مما يسمح بتجنب هدر الوقت والتكلفة في شراء وتركيب وصيانة الخوادم الجديدة التي قد لا يحتاجونها دائماً.
أما عن نماذج الخدمة السحابية Cloud Computing Service models فتفرعت هي الأخرى إلى ثلاثة نماذج:
- Infrastructure as a Service أو IaaS: هو مثل تأجير مركز بيانات من المزودين أو الـ CSP بحيث ليس علينا القلق بشأن كيفية إدارة المزودين لتخزين الخوادم والشبكات، بل مهمتنا هي إدارة البيانات Data، البرامج الوسيطة Middleware، أنظمة التشغيل Operating Systems والتطبيقات Applications. وكمثال لتوضيح الفكرة تخيل أنك تريد تحضير البيتزا في المنزل، فليس عليك شراء مكان مع موقد بل يكفي استئجار مثل هذا المكان مع موقد وشراء المواد اللازمة لتحضير البيتزا. ومن هذه النماذج Amazon Elastic Compute Cloud (EC2)، Apache CloudStack وGoogle Compute Engine (GCE).
- Platform as a Service أو Paas: يوفر نموذج الخدمة هذا المنصة للمطورين والشركات لإنشاء وتشغيل واختبار وإضافة ونشر التطبيقات فيسمح له بالتركيز الأكبر على البيانات والتطبيقات بحد ذاتها دون التفكير بالأمور الثانوية. ومن هذه النماذج Google App Engine، AWS Elastic Beanstalk، Microsoft Azure وOracle Cloud Platform.
- Software as a Service أو SaaS: هنا يوكل العملاء كل شيء تقريباً لمزود الخدمة CSP، مثل البنية الأساسية Infrastructure، تخزين البيانات، الشبكات والتطبيقات حيث لا توجد لدينا أي مشاكل تتعلق بالترتيب والتخزين وحتى الإدارة. ومن هذه النماذج Google Apps وMicrosoft office 365.
إن الدراية الكافية بأنواع نشر الحوسبة السحابية ونماذج خدماتها تخصر علينا الطريق وتحقق الاستفادة القصوى من الحوسبة السحابية، فتساهم في توفير المال والوقت والجهد حيث لم تتوقف التطبيقات في هذا المجال المذهل عند هذا الحد بل امتدت وتوسعت لتكون أكثر شموليةً وتخصصاً.