القوى التي تتمتع بها الأعمال التجارية الصغيرة

القوى التي تتمتع بها الأعمال التجارية الصغيرة

"هناك مجال قوة آخر تتمتع به الشركة المبتدئة وهو أن الناس المعنيين.. وحتى أفراد العائلة..يكونون مدفوعين بحماسة وشغف ورغبة عارمة في النجاح..."

يجب على أي رجل أعمال تجارية حرة يفكر في مشروع جديد أن يدرس ويختبر القوى التي تتمتع بها الأعمال التجارية الصغيرة بالمقارنة مع مؤسسات العمل الكبيرة وأن يستخلص من تلك الدراسة أفضل وأكثر ما يمكن من ميزات وأفضلية المنافسة وفوائدها. فبالتخطيط الدقيق المتعمق يستطيع المبادر التجاري أن يقلل من أفضليات مؤسسات الأعمال الكبيرة وتفوقها في مقابل مشروعه
ويعمل بالتالي على زيادة فرصه في النجاح.
بديهي أن قوى الأعمال التجارية الكبيرة موثقة ومعروفة جيدا. فهي تملك موارد مالية أكبر من المؤسسات الصغيرة وتستطيع تبعا لذلك أن توفر سلسلة كاملة من المنتجات وتستثمر في تطوير منتج أو سلعة ما وفي التسويق. فالمؤسسات الكبيرة تستفيد من اقتصاديات التوسع الحجمي لأنها تصنع وتنتج كميات وأعدادا كبيرة من المنتجات والسلع، مما يعمل على خفض التكلفة ويؤدي إلى احتمال العرض بأسعار أدنى. ثم إن المؤسسات الكبرى تتمتع بمصداقية وثقة بحيث أن اسما مشهورا لشركة أو منتج يوفر الدعم والتأييد للمؤسسات الكبيرة.

كيف إذن يمكن لمؤسسة صغيرة أن تنافس؟
تتمتع المؤسسات الصغيرة الناشئة، عموما، بمرونة أكبر مما تتمتع بها المؤسسات الكبيرة وبالقدرة على الاستجابة السريعة لتطور الصناعة أو المجتمع. والشركات الصغيرة قادرة أيضا على ابتكار وخلق منتجات وخدمات جديدة بسرعة وبقدرة على الخلق أكثر مما للشركات الكبيرة الغارقة في الروتين والبيروقراطية. وسواء كانت تستجيب للتغيرات في الأزياء أو التوزيع السكاني أو لإعلانات المنافسين ودعاياتهم تستطيع المؤسسة الصغيرة عادة اتخاذ قراراتها في أيام – لا في شهور أو سنين.

وللمؤسسة الصغيرة قدرة على تعديل منتجاتها وخدماتها استجابة لاحتياجات فريدة من زبون. وغالبا ما يعرف صاحب العمل أو مدير العمل التجاري الصغير قاعدة عملائه أفضل مما يعرف نظيره في مؤسسة أعمال كبيرة.
و إذا كان التعديل في السلع أو الخدمات المعروضة – أو حتى في ساعات العمل – يخدم الزبائن بشكل أفضل فإنه يكون بإمكان الشركة الصغيرة أن تحدث التعديلات أو التغييرات. وحتى الزبائن يمكن أن يكون لهم دور أيضا في تطوير سلعة ما.
ثمة قوة أخرى تستمدها المؤسسات الصغيرة من إشراكها أناسا من مختلف المواهب والمهارات العالية والحقول في بداية العمل. وتفيد المؤسسات المبتدئة بشكل خاص من وجود شركاء أو مديرين كبار يعملون على مستويات أدنى من مستوياتهم العليا. من الأمثلة على ذلك أن رجل الأعمال الحرة وليام ستولتز عندما ساعد في بدء مؤسسة آر إف كوميونكيشن للاتصالات في مدينة روتشستر
بنيويورك في العام 1961 كان معه ثلاثة من المؤسسين الذين عملوا سابقا في شركة جنرال داينمكس الكبرى حيث شغلوا مناصب رفيعة في التسويق والهندسة. وشغل خبير التسويق السابق منصب «الرئيس » في الشركة الجديدة ولكن عمله في الواقع كان تلقي الطلبات. أما المهندسان الكبيران فلم يعودا مشرفين أو مديرين وعكفا بدلا من ذلك على العمل في تصميم المنتجات. وكما قال ستولتز في كتابه (المبادرة التجارية )، في معظم حالات المبادرة التي أعرفها كان (المبادرون) ممن تخلوا عن مناصب المديرين الرئيسيين الذين كانوا يضطلعون بمسؤوليات أكبر
بكثير في شركات كبيرة، مما يمنح الشركة الجديدة أفضلية تنافسية هائلة.
وهناك مجال قوة آخر تتمتع به الشركة المبتدئة وهو أن الناس المعنيين – من المبادرين التجاريين والشركاء والمستشارين والعاملين وحتى أفراد العائلة – يكونون مدفوعين بحماسة وشغف ورغبة عارمة في النجاح. وهذا يجعلهم يعملون بجد واجتهاد أكبر وبشكل أفضل.
واخيرا يتميز كثير من الشركات الصغيرة أو المشاريع المبتدئة بمزايا غير ملموسة تأتي مع الناس المعنيين والمهتمين جدا ويقومون بما يريدون أن يؤدوه من عمل. وهذا هو الذي يمثل «روح المبادرة التجارية » ويخلق الجو المرح والإثارة اللذين يتولدان عندما يعمل الناس معا من أجل خلق فرصة لنجاح أكبر مما هو متوفر ومتاح. وهذا بحد ذاته يجتذب العاملين ويلهمهم لبذل أفضل ما يستطيعون.

المصدر:

كتاب مبادىء المبادرة التجارية للمؤلفة الأمريكية جين هولدن   

ما هي ردة فعلك؟

like
2861
dislike
1
love
2824
funny
0
angry
0
sad
0
wow
3