الدراسات السابقة

الدراسات السابقة
تعرّف مراجعة الدراسات السابقة الباحث بمصادر المعرفة حول موضوع دراسته وتوفر التبرير المقنع لمشكلة الدراسة.
يمكن تعريف مراجعة الأدبيات على أنها مناقشة نقدية وتجميعية لدراسات سابقة في موضوع محدد في مجال التخصص حيث تستخرج خلاصات عامة من بحوث عدة منفردة تتمحور حول الفرضيات ذاتها أو لها علاقة بها.
يجب على الباحث أن يستعرض الدراسات السابقة في مجال بحثه، ويبين ما يتصور إضافته عليها، وقد يلجأ بعض الباحثين إلى إخفاء بعض هذه الدراسات؛ لأنه اقتبس منها، وهذا لا يصح علمياً ولا يندرج ضمن أخلاقيات البحث العلمي، ويعتبر سرقة علمية.
ويحسن بالباحث ألا يتكلف ذم من سبقوه ومدح نفسه، بل يجب أن يكون أميناً عند بيان نواقص من سبقوه في البحث، ويجب أن يكون متواضعاً عند إظهار الإضافات العلمية.
لمراجعة الدراسات السابقة أغراض منها:
1. تجنب الإعادة غير المقصودة لبعض الدراسات وبالتالي تحقيق مبدأ الأصالة في عرض مشكلات بحثية جديدة.
2. يدلل الباحث على قدرته على تقييم الأدب السابق ذي الصلة بالمشكلة ونقده.
3. يدلل الباحث من خلال المراجعة على قدرته على إعادة بناء المعرفة حول مشكلة الدراسة.
4. تساعد المراجعة العميقة والتحليلية للدراسات السابقة في تطوير مشكلات بحثية جديدة أو بلورة المشكلة القائمة وتحديدها بشكل دقيق.
 
 لكن هناك مبادئ عامة يجب تذكرها قبل الشروع في كتابة الدراسات السابقة وهي: 
• التأكد من دقة المعلومات وموضوعيتها ومصداقية المصدر الذي تم الاستعانة به.
• اختيار الدراسات التي لها ارتباط مباشر بالمشكلة قيد الدراسة.
• افحص بدقة الاختلافات في نتائج الدراسات السابقة وتفسيراتها الممكنة.
• عدد الدراسات السابقة يعتمد على الموضوع.
 
خطوات البحث عن الدراسات السابقة
1- حدد مشكلة الدراسة بشكل واضح ودقيق.
2- الاطلاع على مصدر أو مصدرين من المصادر الثانوية لأخذ فكرة عامة حول المشكلة البحثية ثم الاطلاع على المصادر العامة وتحديد المواضيع الأكثر حداثة.
3- تشكيل مصطلحات البحث وهي الكلمات المفتاحية التي يستخدمها الباحث في تحديد المصادر الأولية ثم محاولة الحصول على هذه المصادر والعمل على تجميع هذه المصادر بدءاً بالأحدث.
 
التعقيب على الدراسات السابقة:
   تعد الدراسات السابقة من الأجزاء الرئيسية في البحث العلمي ولا يمكن للباحث أن يقوم بالاستغناء عنها، وذلك نظراً لدورها الكبير الذي تلعبه في البحث العلمي، فهي التي تقوم بإعطاء الباحث فكرة كافية ووافية عن البحث، وتؤمن له المعلومات من مصادر موثوقة بحيث يصبح الباحث مطلعاً على كافة الأمور المتعلقة بالبحث الذي يقوم بدراسته، وكما يجب على الباحث أن يستمد مصادر دراسته السابقة من مصادر أولية ويبتعد عن المصادر الثانوية والتي لا تقدم معلومات موثوقة.
  ويحتاج التعليق على الدراسات السابقة إلى خبرة من قبل الباحث ونظراً لأهميتها كيف يتم التعقيب عليها ؟
للتعقيب على الدراسات السابقة خطوات عديدة منها: 
1. نقد محتوى الدراسات السابقة:
وذلك عندما تكون هذه الدراسة لا تحتوي على بعض الأطر الفنية التي من المفترض أن تتواجد فيها، وبذلك تفقد الدراسة السابقة خاصية الشمول.
2. نقد المنهجية: وهنا يتحدث الباحث عن المنهج الذي تم استخدامه في الدراسة السابقة بشكل سلبي أو إيجابي، فالنقد يشمل الجانبين الإيجابي والسلبي، وليس السلبي فقط.
3. نقد المجتمع أو عينة الدراسة: ويتم الحديث عن عينة الدراسة واستخدام الباحث لها، فقد يقوم الباحث باختيار عينة الدراسة صغيرة وغير متناسبة مع المجتمع الذي يدرسه.
4. نقد النتائج: وذلك لأن النتائج التي يجدها الباحث قد لا تتناسب مع توقعاته، وذلك لأسباب عديدة منها الخطأ المنهجي أو الخطأ الموضوعي أو الخطأ الذي قد يقع الباحث فيه أثناء قيامه بتحليل البيانات، لذلك من الأفضل أن يقوم الباحث بمقارنة نتائجه مع الآخرين.
5. نقد المصداقية: ويتم ذلك من خلال الاطلاع على قدرة الدراسة على تحقيق الشروط والثبات والصدق.
 
  وللتعليق على الدراسات السابقة مرحلتين هما:
1. المرحلة الأولى وهي جمع البيانات الميدانية، ففي هذه المرحلة يكون الربط بينهما مبنياً على خطة الباحث والنتائج التي ينتظرها من بحثه العلمي، وذلك لأن التعليق على الدراسات السابقة يكون في المرحلة الأولى قبل مرحلة جمع البيانات الميدانية.
2. المرحلة الثانية مرحلة ما بعد جمع البيانات، ففي هذه المرحلة يكون الباحث قد توصل إلى نتائج دراسته، وبالتالي أصبح بإمكانه المقارنة بين النتائج التي توصل إليها ونتائج الدراسات السابقة، وبالتالي تحديد الموضوع المتميز والتجديد في دراسته.
ويجب على الباحث عدم الاكتفاء بإظهار وتحديد الفروقات بينه وبين الدراسات السابقة بل عليه تعليلها.
نرى أن التعليق على الدراسات السابقة يتطلب خبرة من الباحث واتباع عدد من الخطوات والمراحل.
 
مصادر المعلومات والدراسات السابقة
يتوفر للباحث الجاد العديد من مصادر المعلومات التي تساعده في إعداد خطة البحث وكتابة تقريره كالإطار النظري والدراسات السابقة.
سنتعرف على مصادر جمع المعلومات بشكل عام، والحصول على الدراسات السابقة بشكل خاص.
أولاَ: المراجع العامة
وهي المراجع التي يبدأ بها الباحث  لتزويده بمصادر المعلومات ذات العلاقة بمشكلة الدراسة مثل الكتب والمقالات والمواد التربوية والفهارس والملخصات.
الهدف من المراجع العامة هي تزويد الباحث بالمعرفة العلمية الأولية أو ما يسمى القرارات الاستطلاعية.
ومن الأمثلة على المراجع الاستطلاعية: 
مراكز فهرسة وإيداع الرسائل الجامعية التي تقدم ملخصات عن الأبحاث العلمية.
ثانياً: المصادر الأولية
وتتمثل في البيانات والبحوث الأصلية التي يشرف عليها الباحثون أنفسهم ويقومون بجمع البيانات وتحليلها وكتابة تقرير البحث وتتميز هذه المصادر بأنها أكثر موضوعية ودقة من غيرها.
ومن الأمثلة على المصادر الأولية:
• نتائج البحوث والتجارب العلمية المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة.
• المخطوطات والوثائق التاريخية الأصلية المحفوظة في دور الكتب.
• المعاجم والسير والتراجم الخاصة بشخصيات معروفة في مجلات الفكر والتربية.
ثالثاً: المصادر الثانوية
وهي مصادر تنقل المعلومات عن المصادر الأولية، ومن الأمثلة على ذلك:
• الكتب المتخصصة المستقاة من المصادر الأولية
• الموضوعات ودوائر المعرفة مثل موسوعة مراجعة البحوث التربوية.

 

 

 

ما هي ردة فعلك؟

like
2022
dislike
1
love
1091
funny
0
angry
0
sad
0
wow
1