يُعرّف البحث العلمي بأنه جهد علمي منظم يقصد به الكشف عن معلومات جديدة تسهم في تطوير المعارف الإنسانية وتطوير آفاقها
ويشتمل هذا التعريف على نقطتين مهمتين تحتاجان إلى مزيد من التوضيح والبيان

أولهما: - أن التنظيم يعني السير في البحث وفق منهج أو مناهج علمية سليمة وبتحديد وتخطيط لموضوع البحث، وتحليل وتصنيفٍ لمحتوياته.
وثانيهما: أن الكشف عن الجديد في مضمار العلم لا يعني أن يكون اختراعاً من ابتكارات الباحث التي لم يسبق لأحد أن تطرق إلى أي من جوانبها، بل يمكن أن يكون العمل العملي تنظيماً لمادة مبعثرة، وتصحيحاً لرأي خاطئ، وربما كان مثل هذا الجهد أكثر جدوى من توافه المستحدثات.
ولعله من المناسب ونحن نتحدث عن البحث العلمي أن نشيد بجهود علمائنا العرب في هذا المجال، وأن نذكر لهم بالتقدير والاعتزاز تنبههم لأدق قضاياه بصورة تجعل تراثهم محل إعجاب النقاد في كل عصر.
فقد اهتموا بمقاصد التأليف التي لا يؤلف عالم عاقل إلا في أحدها، وفي ذلك يقول ابن حزم "وهي إما شيئ لم يسبق إليه مخترعه، أو شيئ ناقص يتمه، أو شيئ مستغلق يشرحه أو شيئ طويل يختصره دون أن يخل بشيئ من معانيه، أو شيئ متفرق يجمعه، أو شيئ مختلط يرتبه أو شيئ أخطأ في مؤلفه يصلحه" 
وشدد كثير من علمائنا على الأمانة العلمية، واعتبروا أيّ قول لا يسند إلى قائله خالياً من البركة ، بل جعلوا ذلك شرطاً في مؤلفاتهم كما يقول القرطبي "وشرطي في هذا الكتاب إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنفيها؛ فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف إلى قائله"  .